تصحيح موضوع اللغة العربية لشهادة التعليم المتوسط دورة 2024

السند:
النظافة ثقافة وسلوك ومُمارسة يوميّةً، حَضَّت الشرائع السماويّة جميعُها عليها، كونُها المدخل الأساسيّ للوقاية من الأمراض، بها تصحُّ الأبدانُ، تبعثُ في النفس راحةً وسعادةً في نظام حياتيّ، ومُمارسةٍ يوميّة دائمة، لأنّها مصدرُ حيوية الإنسانِ، وموردُ نشاطه الدّائم. والنظافة في مفهومِها الأعمقِ ليستْ مجرّدَ غسل اليدين قبلَ الطعام أو بعده فقط أو الاستحمام مرّة أو مرّتين في الأسبوع فحسب، إنّما سلوكٌ وثقافةٌ وممارسة تتجاوزُ الجسدَ، لتشمل كلّ ما يُحيطُ الإنسان.
المسكنُ ملاذ يوميّاتنا المشحونة بالتّعب والعرق، رُكن إحساسنا بالأمانِ والاستقرار، لذلك يجبُ أن يبقى نظيفًا تدخله الشّمس بحريّة، يجد فيه الهواءُ النقي أبوابًا مفتوحَة للصّحة والعافيّة، تعافُه الحشراتُ وتهربُ منه الزواحفُ لأنّها ( لن تجدَ فيه ما يُغريها) بطيبِ الإقامَة، وبثّ سمومِها الضّارة في أرجائه.
والمدرسةُ منهلُ عُلوم أطفالنا، يجبُ أن تبقى نظيفةً جديرَة بفلذاتِ أكبادِنا، والحيّ الذي نسكنُه وجيراننا أسرةٌ واحدة من البديهي أنْ تكونَ نظافتُه هدفا رئيسيا لسُكّانه كافّة، يُقلعُون عن رمي فضلات منازلِهم ومُخلّفاتهم في عرضِ الشّارع والحاوياتُ موزّعةٌ في كلّ رُكن وزاويّة، هذا ما يجعل النّظافة والوعيّ الصحيّ نظامًا وسلوكا وممارسة تفرضُ على المواطن الصّالح أنْ يأخذّ دورَه كاملاً في المساهمَةِ الفعليَّةِ في نشرِ ثقافةِ النّظافة، وممارستها فعلاً يجعل مَا حولنا نظيفاً ناصِعًا يعكسُ مدَى وعيِّ إنسانِنَا واستيعابِه لأهميَّة النّظافةِ في حياتِهِ وأسرتِهِ ومجتمعِهِ.
وعندما يُحافظ الطالبُ على أثاثِ مدرستِهِ، والأمّ على نظافةِ بيتِها وأبنائِها، والعاملُ على نظافةِ آلتِهِ الّتي تمدّه بالغِذاء والكسَاء، والجنديّ على نظافَةِ سلاحِهِ وسلامتِهِ وبِشكلٍ حميميِّ وصادقٍ، نُسهِمُ جميعُنَا في نشرِ ثقافةِ الصِّحة وقد تشاركنا في تمثُّلِ معانِيها كعلاجٍ منَ الأمراضِ الّتي تداهِمُنًا على حينِ غرَّة، كما تؤكّدُ على عراقةِ إنساننا الّذي استوعبَ أهمّيّةَ النّظافة منذُ ( فَهِمَ كلامَ اللهِ ) فِي كتابِهِ العزَيزِ.
التعبير والإنشاء المبسط والميسر.
مُحمّد غازي تدمري . دار الكتاب العربي دمشق . ط 1 ص 217 218
الأسئلة
الجزء الأول: (12ن)الوضعية الأولى: (04ن)
1 . صغ عنوانا مناسبًا للسند. (0.5ن)
2 . اذكر سببين من أسباب اهتمام الشرائع السماوية بالنظافة. (01)
3. حدد من السند موطنين لممارسة النظافة، موضحاً نتيجة ذلك. (01.5ن)
4. هات من السند مرادف (منهل)، ثُمّ وظفه في جملة مفيدة من إنشائك. (01ن)
الوضعية الثانية (008)
1 . أعرب ما تحته خط في السند إعرابا مفصلا (جميعها، نظيفا). (01.5ن)
2. بين المحل الإعرابي للجملتين اللتين بين قوسين في السند. (01)
-(لن تجد فيه ما يُغريها) -(فَهِمَ كلام الله)
3. ابحث في السند عمّا يُناسب لملء الجدول الآتي: (01)
جملة بسيطة /خبر مفرد لـ (كان) /اسم معطوف /ظرف زمان
4. في العبارة الآتية: (المدرسة منهل) صُورة بيانية سمّها، واشرحها مُبينا أثرها البلاغي في المعنى. (0.1.5ن)
5 . في الفقرة الأولى محسن بديعي استخرجه وبين نوعه (01ن)
6 . استدل من الفقرتين الثانية والثالثة بمؤشرين على النمط الوصفي. (01ن)
7 . قدر قيمة للسند. (01ن)
الجزء الثاني: (08ن)
الوضعية الإدماجية
السياق: شاهدت شريطا وثائقيا عن مظاهر تلوث البيئة، والمخاطر التي تهدد أمنها وسلامتها نتيجة تهوّر الإنسان وإهماله.
السند: قال الله تعالى «ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَر وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتَ أَيديِ النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ» سورة الروم الآية 41.
التعليمة: أكتب موضوعاً لا يقل عن ستة عشر سطرًا، تشرح فيه أسباب تلوث البيئة، وما ينجر عن ذلك من مخاطر داعيا إلى ضرورة المحافظة عليها.

الأجوبة

الجزء الأول: (12ن)
الوضعية الأولى: (04ن)
1- العنوان المناسب للسند: النظافة ثقافة وسلوك وممارسة
2- ذكر سببين من أسباب اهتمام الشرائع السماوية بالنظافة:
    * كونُها المدخل الأساسيّ للوقاية من الأمراض، وتبعثُ في النفس الراحة والسعادة
3- الموطن الأول هو المنزل والموطن الثاني هو المدرسة
والنتيجة هي: يجعل النّظافة والوعيّ الصحيّ نظامًا وسلوكا وممارسة...
4- مرادف كلمة (منهل)هو: مورد
- توظيفه في جملة مفيدة من إنشائي: ساق الراعي غنمه إلى مورد الماء.
الوضعية الثانية (08ن)
1- إعراب ما تحته خط في السند إعرابا مفصلا:
- جميعها: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، و(ها) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- نظيفا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2. بيان المحل الإعرابي للجملتين اللتين بين قوسين في السند:
-(لن تجد فيه ما يُغريها): جملة فعليّة في محل رفع خبر إنّ.
-(فَهِمَ كلام الله): جملة فعلية في محل جر مضاف إليه.
4- ملء الجدول بما يناسب
- جملة بسيطة: النظافة ثقافة وسلوك.
- خبر مفرد لـ (كان): هدفا
- اسم معطوف: سعادة
- ظرف زمان: قبل أو بعد أو منذ.
4. الصورة البيانيّة في عبارة: المدرسة منهل هي تشبيه بليغ.
شرحها: شبه الكاتب المدرسة بالمنهل وذكرهما معا.
بيان أثرها البلاغي في المعنى: توضيح وتقوية المعنى بزعم أن المشبه قد بلغ درجة المشبه به وأصبحا متطابقين كأنهما شيء واحد.
5- استخراج محسن بديعي من الفقرة الأولى: قبل وبعد بيان نوعه: طباق إيجاب.
6- الاستدلال من الفقرتين الثانية والثالثة بمؤشرين على النمط الوصفي:
- كثرة الجمل الاسميّة: مثل: النظافة ثقافة وسلوك/لأنّها مصدرُ حيوية الإنسانِ/النظافة في مفهومِها الأعمقِ.../المسكنُ ملاذ/المدرسةُ منهلُ.
- كثرة النعوت: يومية /السماوية /دائمة/المشحونة/النقي/الضارة/الصحي...
- استخدام الظروف: قبل/ بعد/ منذ
7- تقدير قيمة للسند: قيمة دينية تتمثل في علاقة النظافة بالتدين وطاعة الله، وقد قيل النظافة من الإيمان.
الجزء الثاني: (08ن)
الوضعية الإدماجية:
يقصد بالبيئة كل ما يحيط بالإنسان، وهي إما طبيعية كالماء والهواء واليابسة والفضاء الخارجي، وصناعية كالمدارس والمباني والمساكن والمحلات، والطرق والسدود، وكل ما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان وأشكال مختلفة من طاقة ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية متنوعة.
     فما أعجب شأن الإنسان! وهو ينسى أمًّا رعته ولم تنجبه، وكيف يطاوعه فكره وتربيته على تلويثها وهو يعلم أنها -ومنذ وجد على وجه الأرض- كانت ملاذه الأول الذي يعيش فيه، وعلاقته بها علاقة تآلف واحتواء، وكيف استطاع وهو يسعى في تقدمه تجاهل ما يحدثه من تغيرات فيها، بعضها مقبول وغير ضار، وبعضها خطير ومدمر، وبعضها أشد فتكا من كل هول.
ومن بين الأخطار التي تهدد البيئة التلوث، الذي انتشر في العالم انتشار النار في الهشيم والذي يقع نتيجة حدوث خلل في توازن العناصر المشكلة للبيئة، وإذا فكرت مليا وجدت أن السبب في ذلك يعود في الغالب الأعمّ للإنسان، فالإنسان هو الذي قضى على التشجير والأراضي الزراعية بالزحف الإسمنتي، وهو الذي لوث الأنهار ومصادر المياه بمخلفات المصانع، وهو لوث الهواء بعوادم السيارات ودخان المصانع، وهو الذي يقوم بالرعي الجائر، والصيد الظالم في الغابات والبحار والمحيطات، وهو الذي استهلك الموارد الطبيعية بنهم خطير، وهو الذي يرمي مخلفاته وقمامته السامة والنووية في مختلف بقاع الأرض، وهو الذي أدخل التعديلات الجينية على النباتات فصارت خطرا يهدد صحته.وهكذا ظهر المطر الحمضي الذي يدمر الأراضي الفلاحية، وانقرضت بعض النباتات والحيوانات، وتآكلت طبقة الأزون التي تحمي الأرض، وانتشر الاحتباس الحراري وما رافقه من فيضانات وجفاف. وازداد الانجراف والتصحر.
     ولا سبيل إلى حل هذه المعضلة إلا بالوعي الشامل بها وبخطرها، والتقليل من النشاط الصناعي ووقف المؤذي منه فورا، وتطوير وسائل التخلص من القمامة مهما كان نوعها، والتشجير، وإقامة المحميات الطبيعية، واستخدام المواد العضوية في التدفئة وتشغيل المحركات والسيارات وفي صناعة المبيدات.